صور حب


منتدي صور حب
العودة   منتدي صور حب > عالم الصور > صور حلوة

إضافة رد
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2021
المشاركات: 19,010
افتراضي موضوع ديني *| أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً .. / !


موضوع ديني *| أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ..موضوع ديني *| أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ..موضوع ديني *| أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ..



الشّتَاء ..
الوَحِيدُ الذّي يَجعَلُنِي أكَادُ أبكِي عِندَمَا أتَوضّأ لِصَلَاةِ الفَجر وَأفكّر بِالتّيَمُم حِين أسمَعُ تَكَسّرَ يَدَاي تَحتَ بُرُودَةِ المَاء!!..
لَا أدرِي حَقًّا كَم مَرّةً اقتَرَبتُ مِن المِدفَأةِ لِأتَأكّد أنّهَا تَعمَل !!

أعُودُ مُرتَعِدَةً إلَى كَومَةِ المِلَفّات بِخطوَاتٍ مُرتَعِشَةٍ كَأنّمَا أُجلَد بِأسيَاطٍ مِن بَردٍ قَاسٍ ..

اقْتَرَبتُ مِن النّافِذَةِ وَأزَحتُ السّتائِر الثّقِيلَة عَنهَا، النّافِذَة ذَاتُهَا التِي كَانت تُهدِينِي نَسمَاتٍ بَارِدَةٍ صَيفًا عِندَما يُغِيظُنِي جِهازُ التّكِييف المُعطّل ..

وَاستَغرَقتُ فِي التّفكِير!!..

:

لَازَالوا مُتَمَثّلِين أمَام نَاظِريّ كَشَرِيطٍ مُهتَرِئ يَهوَى تِكرَار المَشهَد نفسه ..
لَا زِلتُ أستَغفِرُ الله كُلّما اجتَاحَت تَفَاصِيلُ اللّقَاءَاتِ الحَزِينَة ذَاكِرتِي..
ثُمّ يَسرِي مِنّي دَمعٌ التَحَفَ السّوادَ يَستَصرِخُ وَجَعًا وَيَتَعَلّقُ عَلى خَاصِرَة خَدّي!






:

[ 1 ]

لَمَحتهُ عَينَاي المُتَلَاصِقَتَانِ بِزُجَاجِ نَافِذَة سَيّارَةِ الأجرَة.. كَان مُتعَبًا، حَافِيّا، مُنتَكِسًا، يَحفِرُ الحُزنُ فِي مَلَامِحِه ثُقُوبًا صَمّاء مُخَلّفًا وَجهًا مَجرُوحًا كَئِيبًا، دَامِيّ الشّفَتَين، ذَابِل اللّسَان كَأنّمَا قُنِصَت مِنه رُوح الحَيَاة!
لَم تُغَادِرنِي تِلكَ النّظْرَة البَارِدَة الخَرْسَاء فِي عُقرِ عَينَيه، الشّفَاه المُوحِشَة المُحكَمَة بِالصّمت، وَقِطَعةُ ثَوبٍ فَقدَت لَونَها الصّحِي وَدِفئَها المَعنَوِي تَلُف جَسَدًا انسَكَبَت مِنهُ الحَياة وَترَكَته ظِلّا يَسعَى!!

كَان بِعُمرِي أو يَكبُرُنِي بِقَلِيل..
الفَرقُ بَينَنَا أنّ صَفحَات عُمرِي أكثَرُ تَفَانِيّا فِي ذَرفِ الغَيثِ أمَامَ عَطَشِي الذِي لَا يَهدَأ، بَينَمَا هُو رَفَعت عَلَيهِ الحَيَاة قَضِيّة خُلعٍ بِتُهمَةٍ سَاذَجَةٍ تَمحُو فِيهَا نَبضَه وَتُتَابِع فُصُول الأفُول بِإحكَام!!
الفَرقُ بَينَنَا أنّ أمّي تُعِدّ لِي فِنجَان حَلِيبٍ كُلّ صَبَاح ثُمّ أفتَحُ التّلفَاز عَلى قَناةٍ عَرَبِيّة لَا أتَذَكّرهَا لَكِنّي أدرِكُ تَمَامًا أنّها لَا تَأتِي إلّا بأصْوَاتِ الخَيبَة وَأخبَارِ الانتِهَاكَات بِصَوتِ مُذِيعَةٍ شَقرَاء!..
أمّا هُو فَيعِيشُ مَسرَح الحَدث السكشَن بِلَا مُونتاجٍ وَلا إخرَاج!!..

وَبَدَأ المَطَرُ يَنقُر النّافِذَة لِتَبكِي السّماء لِحَالِي وَحال هَذا البَائس..
وَتَغَيّر لَون إشَارَةِ المُرُور وَأكمَل السّائِق طَرِيقَه ..

[ 2 ]

وَكَأنّها قُبورٌ تَغُورُ بِأرضِ بُور تُكسِبُهَا الحَياةُ لَحنًا حَزِينًا عَقِيمًا يَكسُو النّفس ألفَ خَيبَةٍ وَخَيبَة!!..
كَان أنِينُها مِن مَقعَدٍ بِآخِرِ المَكانِ بِجَانِبِ الدّورِ فِي الطّابَقِ الثّانِي .. أوّلَ اللّحنِ فِي فِصُول مَسرَحِيّة نَخرَهَا الحُزنُ وَزادَها الوَجَعُ تَفَتّتًا لِصَبِيّة مُعتَلّّة تُجَاوِز العِشرِين سِنًا وَالسّتِين مَسخًا وتَعسًا وَغَمًا !!..

تَدسُ يَدَيهَا المُتشَنّجَتَين اللّتانِ تَملَؤُهُمَا تَفاصِيل التّعب فِي جُيوبِ ثَوبِهَا الأخرَق لَعَلّها تَحضَى بِدِفءٍ يَحمِيهَا مِن بَردٍ بَاتَ يَسكُنُ مَفَاصِلَهَا وَتَسكُنُ هِي أيَامَه.. تَستُرُ ضَعفَهَا المُؤلِم وَتُوارِي دَمعَتَهَا الحَزِينَة وَرَاءَ ابتِسَامَةٍ مَيّتَةٍ مُزَيّفَةٍ وَبِضعَ ضَحكَاتٍ تَملَأ الأفُقَ هَمًا وَتَعاسَة!!..

الحَمدُ لله عَلى كُلّ حَال نَطَقَت بِهَا شَفَتاهَا المُتَورّمَتان المُحَمّلَتانِ بِسَوادِ الشّقَاءِ المُلتَحِفَتانِ بِجلبَابِ الخَيبَة!!..
دَعُونِي أنبِئكُم مَا حَلّ بِالمَكانِ الأوّل وَالأخِير فِي التّعاسَة وَالألَمِ وَالوَجَعِ وَالهَم وَالحَزن .. عَن نَوبَاتِ بُكَائِهَا العَمِيق الذِي يَنبُت مِن صَدرِهَا المُحدَودِبِ وَ يَترَدّد صَداهُ بِباطِن الكُرَةِ الأرضِية حِين لَا تَجدِ مَا تُطعِمُ بِه أشِقّاءَهَا الثّلَاث المُعاقِين حَرَكِيًا المُتَأخّرِين عَقلِيًا ..
أو رُبّمَا أخبِرُكُم عَن حَجمِ الرّمَاد الذِي يلَوّن حَيَاتِهَا وَالذِي يَعرِضُه دَافِينشِي فِي لَوحَاتِه الزّيتِيّة، يَقِفُون أمَام ألوَانِهَا الخَالِدَةِ إعجَابًا وَلَا تَملِكُ رَبّة الألوَانِ وَسَيّدَة الخُطُوطِ فِيهَا إلّا أن تَرمُقَهَا بِنَظرَةٍ بَاهِتَةٍ مُكتَضّةٍ بِترُابِ القَبرِ وَصَوتِ الجُوعِ وَأنِينِ الوَجَع وَعينٍ نَاعِسَةٍ تَحلُمُ بِنَومَةٍ أبَدِيّة هَنِيّة!!

[ 3 ]

فِي الطّابَقِ الْأعلَى مِنه ألمًا، يَصِل الوَجَعُ للمَراحِلِ البَشِعَةِ وَالأشَدّ بَشَاعَةً .. أيْنَ يَفِيضُ المَرَضُ بِمَاءٍ مَالِحٍ جِدًا تَشْرَبُه الوِسَادَةُ الخَشِنَةُ وَيُعبّئ صَدرَهَا المُرتَجِف غُبَارٌ يَبْتَلِعُ المَسَافَة بَينَ التّنَفّسِ وَ الإخْتِنَاق وَيَتَعَلّقُ كَقرطٍ بِرئَتِهَا المَثقُوبَة!

هَذِه العَجُوزُ المُسِنّة صَاحِبَةُ دَبِيبِ الأقدَامِ العَرجَاءِ المَنفُوخَةِ انتظَارًا لِمَلِك المَوت تُهدهِدُ ذَاتَهَا المَسكُونَة بِأشبَاحِ الوِحدَةِ بِالتَرانِيمِ الهَادِئَةِ للطّير المُهاجِر ، تُثِيرُهَا الذّكرَيَاتُ القَدِيمَةُ وَصَوتُ أطفَالِ الحَارَةِ، تشعِلُ فِي ضَفائِرهَا تَارِيخ الحِرمَان، تتَآكَلهَا دَعواتٌ مُكتَنَزَةٌ لِأن تُبصِر عَينَاهَا الكَفِيفَتَانِ وَجهَ السّمَاءِ البَاسِم وَمَلَامِح الجَسَدِ الكَسِيح ..

:

أفيقُ مِن غَفوتِي ..

تَبّــًا !! لَا يَعنِيني !! وَلِم آتِي لِزِيَارَةِ هَذه الأمَاكِن القَبيحَة .. !!..
وَتَصرخُ فِيّ ذاتِي صهٍ ! قَبّحك الله ..

:

مُثَوثّبَةٌ بِالوَجَعِ بِسَببهِم .. يَثقُبُون الذَاكِرَة بِثُقُوبٍ تَسَعُ أصَابِعِي العَشَرَة كُلّها لِتَكتُب تَفاصِيل الدّهر عِندَهُم ..
حَقًا مَضيتُ تَلتَحفُ السُرعَةُ وَالخَوفُ خُطواتِي مِن تِلك الأماكِن المَهجُورة .. وَالتَفِتُ لِأجِد أن الأرضَ استَحالَت مَسغَبَةً ..!!

لَا ضَيرَ أنّكَ سَئِمت مِن ذِي الحُروف أو رُبّما إنتَابَتكَ التّخمَةُ جَرَاء تِلَاوَةِ هذِه الْأحَاجِي الكَافِرة ..
لَكِن أرَاوَدَتك نَفسُك يَومًا وَسَألتَها وَلو نِفَاقًا : كَيف يَحيَوون؟ كَيفَ يَتَنفّسون ؟ ..
أتَسمَعُ لَهُم رِكزًا .. أتُدرِكُ مَعنَى الفَقر .. دَمعَةُ الشّمسِ وَحيرَة القَمَر!!
بُكاءُ السّحابِ قَطَرَاتِ مَطَر .. جُوعٌ وَقَدر وَكَثِيرٌ مِن ضَجر ..

:

« إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي» رواه مسلم.

بِرَبّك هَبنِي عُذرًا أقدّمُه بَينَ يَدَي الله عَلى هَذَا الظُلم المُتوحِش بِإسم المَدَنِيّة، عَن أمِيّتِنَا بِالوَجهِ المُتَوَارِي خَلفَ الفَقرِ وَالجُوع!..
مَا سَنروِي أمَام الجُدرَانِ التِي أحاطَتهُم غَدرًا وَالقُبورِ التِي لَفّتهُم قَهرًا !!..





إنّ أمثَالَ هَؤُلَاءِ البَاسِطِين أيدِيهِم للسّقِيم، أصحَابُ الرّئاتِ المثقُوبَة وَالأجسَادِ المُلَوّثَةِ كَثِيرٌ تَعجَزُ الأرصِفَةُ عَن احتِوائِهِم وَالأكثَرُ مَاتَ تَحتَ لَسَعاتِ الزّمهَرِير..
يَحتَاجُون مِنّا أنْ نُشَارِكَهُم الهَمسَ المُنكَسِر .. أن نُسَاعِدَهُم عَلى لَملَمة الخَيباتِ الثّمِلَة ..
فَلنَهَبهُم الحَيَاة .. ثُمّ إن الله حَيّ .. حَيٌ لَا يَموت !!..
وَلَا تستحِ تَقدِيم القَلِيل فَالحِرمَان أقَلّ مِنه ..

( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [*****ة/261].

:

( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ)- [التوبة/34-35].

فَليَشهَدِ المَكانُ قِصَصَهُم المَبتُورَة وَقَلبي المَفجُوع وَحَرفِي المخْذُول وَجَرائِمنَا الشّنِيعَة بِحقّهِم كَما شَهِدت عَبرَاتُ السّماء وَخُيوطِ الشّمسِ المَحبُوسَة عَلى بَراءَتِهِم !!...





م/ن


اقرأ أيضا::


l,q,u ]dkd *| HQ,X jQsXlQuE gQiElX vA;X.hW >> L ! jQsXlQuE gQiElX

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية (Tags)
أَوْ, تَسْمَعُ, لَهُمْ, رِكْزاً


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:02 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Content Relevant URLs by vBSEO